رواية الصرماية


post image

رواية الصرماية لمؤلفها المهنَّد الناصر

هذا الكتاب ليسَ قِصة من قصص ألف ليلة وليلة، ولو بَلغني فيه ما بألف ليلة وليلة من عَجَبٍ عُجاب "أيها الملك الرشيد"، وليس حكاية من حكايا جدتي "كان يا ما كان في قديم الزمان" ترويها لي لأخلدَ إلى النوم، ولا حتى رواية مما نقرأ تتمثل أسلوباً وبناء معينين أياً كان شكلهما ومضمونهما. ولا ينضوي كتابنا هذا تحت لواء مدرسة أدبيّةٍ بذاتها من مدارس الأدب، فإن أردته واقعيّاً جاءك بواقعٍ أغرب من الحقيقة، وإن أردتَهُ طبيعياً فهو أبعد وأدق بِتفاصيلهِ مِن ذلك، وإن شئتهُ تاريخيّاً ففيه ما فيه من تاريخ حُقبةٍ ما عُرِفَ لقذارتها مثيل من قبل بفوضاها ووساختها يجسدها الكتاب ببنيته الخاصة الفريدة من تداخل الزمن بماضيه وحاضره ومستقبله في خلطة عجيبة تجسد مأساة ومعاناة مجتمع بأكمله في تكريسٍ لتجربة فرد تتداخل نفسه بكافة مستوياتها في تواشج متصارع، تواشج زمان ومكان الفرد السوري بأبعادهما في كامل فوضاهما وانحلالهما الأخلاقي والعقائدي والانتمائي والاجتماعي خلال الخمسين عاماً الجامعين لنهايات الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة. وإن رغبت بواقعية سحرية فلك أن تنال نصيباً منها. وإن شئت ولوجاً في رمزية وسوريالية وتحليل نفسي وعلم إنسان فأنت عن ذلك غير بعيد. فالكتاب بكليّته أشبه ما يكون في فن تعليم اللغة درساً يتبنى أستاذه في عرضه المنهج الانتقائي الشامل لكل المناهج. إنه بعد كل هذا الكلام وباختصار تخريجَة فريدة أو كما يقال باللهجة اليمنية فندة ويعنون بها الخرافة كصفة للفتاة بارعة الحسن والذكاء والفندة في اللغة حقيقة هو الغصن القويم المكتمل قوساً لرميّ السهام وكذلك هو هذا الكتاب الجدير بالقراءة لأنه يهز الوجدان، آسراً الأنفاس، آخذاً بمجامع القلوب، مثيراً شجى النفوس.

© Copyright Maher Sarem 2025

Facebook Twitter LinkedIn instagram tiktok youtube