باسم الموت
October 7, 2023, 11:07 pm, By Almohannad Alnasser
يكفي دخاناً يا جميع ما نسجناه من مفاهيم سُفِعَت بِالنَاصِيّة، ولعلَّ الإطناب والتنميق والترصيع بكلمات اللا قتل واللا سحل واللا حرق واللا سرق واللا رعد واللا برق، هي طفرةٌ بلهاء لطبيعة سمحت ببقاء كائنات كان لزاماً عليها أن تنقرض حتى قبل بزوغ فجر العصر البيلوسيني، فعرس مأتم استعر وروحان تآلفتا فتزاوجتا لتقضيا بقصف حتى قبل أن يختتما شهر عسل، وأمٌّ ثكلى وأبٌ مفجوع ولا بقايا من أمل، هل أصرخ في بطني أن أعلُّ هُبَل، قل كلٌ يقتل على شاكلته فهذا باسم الدين وذاك باسم القوم وتلك باسم العرق وهذان وهاتان وهاتون بلا اسمٍ ولا ربٍ، كل يقتل دون "بسملة". فلا أقسمُ باسم طفلةٍ سقطت بقذيفة أو باسم رجلٍ قُتِلَّ بشظية أو باسم امرأة اختنقت بغبار الفوسفور المُركَّز، أو باسم ما لا يسمى أو يُكنّى أو يُصبغ أو حتى يُحَنّى. ألفُّ ذراعي بحبلٍ من مَسد، وأثقُب يدي اليمني بمسمارٍ حتى لا تصفع خديَّ الأيسر، وأشتمُّ حَريقاً ناراً ودخاناً، ويضيق على النَفَسِ المكبس، حتى يخرج قيحُ عصورٍ من وطنٍ لا يعرف أن يأكلُّ إلّا بالنار، لا يعرفُ أن ينكح إلّا بالنار، لا يعرف أن يقبض إلّا أرواحاً تُمسِك أرواحاً بالنار، يا للذوق المتدني في هذا الفجر وهو بعدُ لم يتنفس إلّا بمؤامرة، ولم يعسعس ليلهُ إلّا بمقامرة، أمعقول كل هذا التسافد الخصائي حتى قبل ظهور الشفق، يُحدِثُني الجِدار الصَلد في زنزانتي أن أحطم ما بقي من يدي اليسرى المبتورة، أو قدمي اليمنى المشلولة، أو يبالغ قليلاً ويطلب أن أهشم رأسي المنخور بأرق وقلق، عندها فقط لن أحتاج لمعاقرة الخمر الليلي أو حتى زيارة خمارات البلد.
المهنَّدْ النَاصِرْ